قدت محافظة القدس اليوم الأربعاء 31 أيّار، لقاء مع ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في مقر المحافظة في بلدة الرّام بهدف اطلاعهم على مجمل الجرائم الإسرائيلية في محافظة القدس ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في الفترة الأخيرة خلال شهر رمضان المبارك و"مسيرة الإعلام".
رحبّ عطوفة محافظ القدس عدنان غيث بالحضور حيث شارك باللقاء من خلال برنامج السكايب، وذلك بسبب سياسات الاحتلال المجحفة بحقه والذي فرض عليه قرارات ظالمة منذ توليه مهماته كمحافظ لمحافظة القدس الشريف، ومنها قرار الحبس المنزلي المفتوح إضافة لأربع قرارات أخرى تمنعه من دخول الضفة وممارسة مهامه كمحافظ.
قال غيث: إن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تصعّد من انتهاكاتها بحق المقدسات على كافة الصعد، وتمنع مئات الآلاف من أبناء شعبنا من الوصول للمقدسات.
وأضاف، أن إسرائيل تحاول تغيير الوقائع الموجودة في المدينة المقدسة، وتمنع الأوقاف من القيام بدورها، وهذا ما تجلى في الانتهاكات المرتكبة بحق المقدسات خلال الأعياد الإسلامية والمسيحية وفي شهر رمضان، عدا عن التوسع الاستيطاني، الذي يأتي في سياق سلب الأراضي، متحدثا حول ما يجري في حي الشيخ جراح وسلوان، حيث يداهم خطر الهدم والتهجير 6 أحياء في القدس، خاصة في حي البستان، فضلا عن هدم المباني بشكل يومي ما يتنافى مع القانون الدولي، منوها إلى محاربة الاحتلال للمنهاج الفلسطيني، في محاولة لطمس كل ما له علاقة بتاريخ فلسطين.
بدوره، قال نائب المحافظ عبد الله صيام، إن مدينة القدس تبحث عن السلام والأمان لأهلها وأماكنها المقدسة، في المقابل أقرت الكنيست الإسرائيلية ما يسمى "قانون القومية" الذي لا يرى وجودا للمسلمين وللمسيحيين، لافتا إلى أن تلك القوانين العنصرية تحاول شرعنة سياسات الاحتلال من قتل واعتقال وتشريد.
ومن جهته أوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني إن الاحتلال منذ عام 1967 يقتحم المسجد الأقصى يوميا، ويقوم مستوطنوه بجولات استفزازية وصلوات تلمودية، بحماية قوات الاحتلال، التي تعتدي على المصلين، وتطلق تجاههم قنابل الغاز السام والصوت، وتعيق وصول أبناء شعبنا للصلاة فيه، في محاولة لتقسيمه، مشيرا إلى "مسيرة الأعلام"، التي اعتدى فيها المستوطنون على المقدسات.
ولفت الكسواني إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الأوقاف من القيام بأعمال الترميم داخل المسجد الأقصى، إلا بإشراف شرطة الاحتلال، لأنها تريد أن تكون صاحبة السيادة والقرار، مثال على ذلك كسرت قوات الاحتلال 20 شباكا للمصلى القبلي خلال اقتحامه في شهر رمضان، وتمنع سلطات الاحتلال تصليحها حتى الان، لتقويض سيادة الأوقاف.
من ناحيته، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، "إن مشكلتنا ليست مع الديانة اليهودية إنما مع الاحتلال ومستوطنيه، الذين يصولون ويجولون في القدس ومقدساتها".
وأردف، أن اقتحام الأقصى ليس تعديا على المسلمين وحسب، إنما على المسلمين والمسيحيين، موضحا أن الاحتلال يمنع المسيحيين أيضا من الوصول إلى المقدسات المسيحية، ويقوض دور الأوقاف المسيحية.
وأشار عطا الله إلى أن هناك أبنية تاريخية شاهدة على الحضور المسيحي في القدس، يحاول الاحتلال تهويدها ويخطط للاستيلاء عليها، منوها إلى الاعتداءات التي يتعرض لها أبناء الطائفة الأرمنية.
وتخلل اللقاء عرض فيديو قصير لانتهاكات الاحتلال بحق أبناء شعبنا في القدس.
وبدوره اختتم السيد فؤاد الحلاق من شؤون المفاوضات اللقاء حيث عرض تقريرًا مفصلًا عن حجم الاستيطان في القدس وتوسيع المستوطنات، والإعلان عن بناء مستوطنات جديدة واستهداف أحياء كاملة في محيط المسجد الأقصى لعمليات الهدم والطرد والإبعاد والاستيلاء على الأراضي والمنازل بهدف فرض أمر واقع ديمغرافي جديد في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة.